قالت إن الاشياء حولنا محايدة. إنها سواء. نحن من نرفعها إلى مراتب عليا أو نهوي بها إلى تحت. حتى التقزز، هو تعريفنا. حتى الأخلاق، هي تعريفنا. الصح تعريفنا، والخطأ تعريفنا. ونحن من ننهمك بتعريف غيرنا من دون أن يعني ذلك التعرّف على من عرَّفناه. نحن نعقّد الأشياء ونبسّط العلاقات فيما بينها. نقوم تماماً بعكس الحقيقة. الأشياء بطبيعتها بسيطة، لكن تتواجد ضمن حلقة علاقات معقدة. أنت لمّا تكتب، تعقد الأشياء، وتبسّط العلاقات. الرواية تبسيط، قالت. هل تستطيع أن تنكر؟ حتى تلك القصص التي لا تبتغي الاسقاط الاجتماعي والسياسي وتسعى للترفيه حصراً، أكثرها يبسّط في علاقات الشخصيات. لعلّ بساطة العلاقات هي البديل المرغوب؟ حتى الميلودراما الرخيصة تجدها تمتِع أشياء مخفية في نفوسنا فنتماثل معها. أنت تروي لتّمتِع؟ لكن هل الحياة ممتعة؟ لا تعرف؟ ربما؟ لا؟ غير مهم. المهم أنك عندما تفعل ذلك كل الوقت، لا عندما تكتب فقط، تخسر الكثير من العلاقات المعقدة، والكثير من بساطة الاشياء. أنت تبني المشهد الكامل، فتُقصي نفسك عن أشياء أخرى ليس لها مكان في كمالك.
+++
مقطع من المشروع الحالي قيد الكتابة.